ما هي تقنية RFID ؟
تخيل عالمًا لا تحتاج فيه لمسح "الباركود" على المنتجات واحدًا تلو الآخر، أو أنك تستطيع معرفة محتويات صندوق مغلق بمجرد المرور بجانبه. هذا هو بالضبط ما تفعله تقنية تحديد الهوية بالموجات اللاسلكية (RFID).
ببساطة، هي طريقة تتيح للأشياء أن تُعرّف عن نفسها تلقائيًا عن بعد، دون أي لمس أو تدخل منك. يتم ذلك عبر شريحة صغيرة جدًا (تُسمى "Tag") تحتوي على هوائي ودائرة إلكترونية. يمكن لصق هذه الشريحة على أي شيء تقريبًا: منتج في متجر، حيوان أليف، أو حتى بطاقة هويتك.
أجمل ما في هذه التقنية هو أن معظم هذه الشرائح لا تحتاج إلى بطارية! فهي تستمد طاقتها من موجات الراديو التي يرسلها جهاز القراءة، وكأنها "تستيقظ" للحظة لتقول: "مرحبًا، أنا هنا وهذا هو رقمي التعريفي!".
كيف يعمل هذا النظام ؟
الأمر أبسط مما تتوقع، ويتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية:
الشريحة (Tag): هي بطاقة التعريف الذكية التي تُلصق بالشيء المراد تتبعه.
القارئ (Reader): هو الجهاز الذي يرسل الموجات اللاسلكية ويستقبلها.
البرنامج (Software): هو العقل المدبر الذي يجمع البيانات من القارئ ويحولها إلى معلومات مفيدة.
الخطوات بسيطة:
يقوم القارئ بإرسال موجات راديو في محيطه، وهي تحمل طاقة وإشارة في نفس الوقت.
عندما تمر شريحة RFID خاملة (بدون بطارية) في مجال هذه الموجات، يستخدم هوائي الشريحة هذه الطاقة لتشغيل نفسها للحظة.
"تستيقظ" الشريحة وترد على القارئ بإشارة تحمل رقمها التعريفي الفريد.
يستقبل القارئ هذه الإشارة، يفك تشفيرها، ويرسلها إلى البرنامج الذي يقوم بتحليلها واستخدامها (مثلاً: إضافة المنتج إلى فاتورة المشتريات أو تسجيل دخول موظف).
أنواع شرائح RFID: الخاملة والنشطة
ليست كل الشرائح متشابهة، فهناك نوعان رئيسيان:
الشرائح الخاملة (Passive Tags): هي الأكثر شيوعًا. لا تحتوي على بطارية، صغيرة الحجم، ورخيصة الثمن. تستمد طاقتها من القارئ، ولهذا السبب يكون مداها قصيرًا نسبيًا (يصل إلى حوالي 15 مترًا). هي مثالية لتتبع المنتجات في المتاجر أو الكتب في المكتبات.
الشرائح النشطة (Active Tags): هذه الشرائح لديها بطاريتها الخاصة. هذا يعني أنها تستطيع إرسال إشارتها بشكل مستمر ولمسافات أبعد بكثير (قد تصل لمئات الأمتار). هي أكبر حجمًا وأكثر تكلفة، وغالبًا ما تُستخدم لتتبع الأصول القيمة والكبيرة مثل حاويات الشحن أو المعدات الثقيلة في موقع بناء.
ما الفرق بين RFID و NFC؟
ربما سمعت عن تقنية NFC (الاتصال قريب المدى)، وهي التي تستخدمها في الدفع عبر هاتفك الذكي. هي في الحقيقة نوع متخصص جدًا من تقنية RFID.
الفروقات الجوهرية هي:
RFID هي أساس "إنترنت الأشياء" (IoT)
إن تقنية RFID ليست مجرد أداة لجرد المخزون، بل هي إحدى اللبنات الأساسية لعالم "إنترنت الأشياء" (IoT). هذا المصطلح يعني ببساطة ربط الأشياء المادية بالإنترنت لجعلها أكثر ذكاءً.
عندما نمنح كل شيء (سلعة، آلة، جهاز) هوية رقمية فريدة عبر شريحة RFID، فإننا نحول عالمنا المادي إلى عالم افتراضي يمكننا إدارته وتحليله بسهولة.
فكر في متجر سوبر ماركت ذكي:
عربة التسوق تحسب الفاتورة تلقائيًا كلما أضفت منتجًا إليها.
يعلمك النظام فورًا عندما يفرغ رف معين من سلعة ما.
يمكنك تتبع درجة حرارة المنتجات الطازجة لضمان جودتها.
هذه التقنية تفتح الباب أمام مستقبل أكثر كفاءة ودقة، حيث تتواصل الآلات مع بعضها البعض لاتخاذ قرارات أفضل، مما يوفر الوقت والجهد ويخلق فرصًا جديدة في كل المجالات.
اترك تعليق 💬